Sunday, April 05, 2009

لوحة بقيت في الذاكرة


لوحة بقيت في الذاكرة
يوم اشتد بى غضب السماء،
بحثت فى جدول الكلمات الصامته
ونقشت فوق نفسى جزيئات من الغضب والحزن
و حين غبت عن الدنيا بأفكار ورؤى وأحلام
ذهبت الى مرسمه الذى هو فى أعالى الحياه
رأيت اللوح أمامه وبأنامله التي تجاورت إلى بعضها
على شكل تراتبي لتحتضن الريشة بين حناياها،
راح يرسم مشاهد النفس المغتربه الوحيده
، محددا أشكال ضيقها وتفاصيل خيباتها
من خلال الألوان أو الأبيض أو حتى الأسود
خطوط النهايات و التقارب أو التباعد
ذات يوم وبعد أن لملم لوحاته ووضعها في ركن واحد في مرسمه،
سألته ما هى السعاده الداخليه ؟
أجاب : الوقت قد حان أن تبدأ من جديد ففى كل وقت بدايه للحياه
استفد مما عشته وانقله لغيرك ، بهذا يعيش الشباب فرحتهم والشيوخ أهميتهم وحكمتهم
لم يكن أبدا قريبا من لحظه الجنون فقد كان حنونا جميلا
وعندما أسترجع ذكرى أستيقظ مرات عديدة في الليل لأراها
أستغرب الآن كيف ان صور الفراق تهاجم كلعنة أبدية نفسى
وحالما يتفتح عينى على لون العتمة وأشياء من كلمات مرسومه فى كل ركن
أجلس في سريرى مقاوم لشعور الفراق
أهرب إلى الشرفة أحاول استنشاق هواء نقي لا يحمل رائحة الفراق
يقيناً أن ما من أحد يمكن أن يمنحك السعادة ما لم تكن قابعة في أعماقك
فلكل مرحلة جمالها فالصيف ليس أجمل من الشتاء ، لكلٍ رونقه وزهوته
سأكون كما أعتدت أن أكون
ولكن كيف لى أن أكون وقد فقدت
من ينطق بالحكمة حتى في سكونه وسكوته
حكيماا، وفيلسوفاً، وداعية إنسانية، ونصيراً للنفس البشريه على صاحبها
لقد أشعل مصباحه في بيته فأضاءت جنبات حياة من نوع خاص
وحينما أصعد عنده الى أعلى
فقد أبصرت العالم كله من خلال النافذه
فينطلق العقل ليتأمل الكون فى حكمه..فيرتفع رأس الإنسان عاليا
الحياة قد غادرته في صمت،
وتسدل على عينيه الستار الأخير،
أزفت ساعة الرحيل
فالطير يحلق في الفضاء لا ليذهب في تحليقه إلى الخلاء..
بل ليرجع إلى أرضه العظمى بعد ان قام خير القيام بالمهمة الموكولة إليه،
وستمتلئ الساعات كما تمتلئ أمواج البحر حاملة اللذات والآلام
وستأتى لحظتي الحاضرة
ولن تنسى الذاكرة أبدا لوحة بقيت في الذاكرة