Thursday, October 05, 2006

العرافة


العرافة


أنا لا أنوى أن أخالف قدري
فالقدر كتب من قديم الزمان..
أن أكون عاجزا عن فك القيود وحدى
والحقيقة وحدها هى الباقية في الخفاء..

قابلتني العرافة
كنت جالسا على الرمال
فاقد الطريق ..فاقد الكلام
مكبلا بأغلال الصمت
ابحث عنها ..عن هذا العطر أو هذا الباب أو حتى الطيف
الذى يأخذني أليها

دعتني إلى بيتها ..الذي هو في شقوق الجبال
كهف صغير ممتلئ عن أخره بعجائز أهل الخفاء
وبعض من أهل العتمه
يفتح الكهف في أول الظلام..
وأمامه أكوام من الحجارة
والزواحف والنار..ويغلق مع أول نورللسماء

طلبت منى خرقه باليه من قماش ابيض مكسو بالحجارة
وبعض الزيتون والحصى..وخليط من العطور
و أنام ليله هادئة.. على سرير منسوج من وبر

ذهبت إليها مسرعا وأحسست بالقلق
.. وأملى أن اعرف
ما السر فى دعوتى ؟؟


جلست أمامها..
ارتعشت من ذلك التوزيع الهندسي للدخان
..من ألوان الظلام…من صوت الجان..
وتنحى الحاضرين عنا ..
وافسحوا المكان.. وأشاروا لها في أبتسام
هرولوا الى الخارج..ينظرون ألى .. مشفقين
تلاحقت أنفاسى..والعرق على جبينى
انتفضت .. خفت

حركت يدها على النار
اشتد اللهب..
بدأت في هأهأة طويلة.. وبلغه السحرة همهمت....
بسم الله تانسميلا .. بسم الله تانسميلا
بسم الله تانسميلا

بسم الله تانار أسا.. بسم الله تانار أسا
بسم الله تانار أسا

فولليكنغ ايستدوا

زاركشيغ.. سارديغ.. ساسويغ

تينمر ضونتت أيتمام

تكا تيهنان يالله

الس وانسديبن

انكر سمتل دونان

توقفت.. ابتسمت في غموض ..
بخدين مجعدين ..وانف قريبه من الخرشوفة الصغيرة
رفعت رأسها نحوى.. وحدقت في وجهي بعينين من الخرز الأسودالداكن ونظراتها ثاقبة
وعيون حمراء تلتهب حرارة قاسيه في الظلام الدامس
ووضعت يدها على كتفي وهمست في سكون
بهذاالسان المشقوق
وبنظره شامله .. قرأت علىّّّّّّّّّّ دستور حياتي

العرافة:
...ولدى ..

المنتظر لقدره :
نعم يا خاله

العرافة:
أنت لا ترغب في الرحيل
وحتى العطر تنتقيه بعناية ولا تريد البديل.. وتبحث عنه بين النساء ..
ذلك النوع الذي يثير الخيال..ويلتمس قلبك فى الخفاء
لن تكف عن السفر و الترحال ..
فأياك.. لا تحاول الاقتراب أو الابتعاد..فلن تراها بوضوح الأن
فهي لها قبضه باردة ستعتصر قلبك يوما
ولذلك سيرهقك الانتظار طويلا ..ويأخذك الخيال بعيدا
ويحلق بك كل مساء ..وتقذف بيدك الزمان احتجاجا
وقد ترحل فوق الجبال
وتقذف بنفسك لتسابق طيرا في الشتاء

وبغير اتفاق.. أصغى لكلمتي.. بغير اتفاق
ستمر أمامك.. وعلى كتفها ألوان لم تر مثيلتها من قبل فى حياتك
وتشم عطور رائحتها كالتي تشمها ألان
وبنظره سريه منها لك
لها واقع الحنان .. وبعض الحياء
تأسرك .. وتفقدك الأمل في الفرار..
.وتصاحبك وأنت مسلوب الأراده ..
لتمتهن العشق مهنتك.. وتصبح من أهله

هذه هي البشارة
فأمضى وقتك في انتظارالاوان ....
لا تلوم الأقدار .. لا تجلس مهموما ..
لا تختار الرحيل .. لا تركض في الخلاء..
ولا تبحث عنها

المنتظر لقدره :
يا خاله ..سأبحث عنها.. سأبحث عنها في كل مكان

هبطت النار فجأة .. وتحسست المكان في خوف

..وصرخت العرافه صرخه قاسيه :
لا تفكر فيهامن الأن فأنت لن تعشقها قبل ان يأتى
الأوان
لا تخالف قدرك .. وانتظرالجواب
وحتى يأتي الأوان
الذى هو الأذن لك بعشقها في الحال
انتظرها.. انتظر كل يوم على الحان شجيه واعتصم بالسكون
بدلا من الخلاص البديل
انه لشيء حزين أمرك ..فتعلم كيف تنصت للنبؤه
فالشفقة المبهمة تطاردك

المنتظر لقدره :
أين إذن الطريق ؟؟؟

العرافة:

لا تفتح ثغره لتعرف قدرك المنتظر
لن تجد الطريق طالما بدأت البحث عنها
عرفت انك قطعت سنوات طويلة تبحث
لا تبحث ..لا تبحث عنها
حتى لا تدفع الثمن .. تفقدها إلى الأبد
ولن تستطع هى فك قيودك ..
فألزم النبؤه
وما أن تجدها يومأ فترقص فارحا..متمنيا حبها
..كارها البعد عنها..عاشقا لنظرتها..
باحثا عن أثارها التاريخية
حتى وإن كان صندوق لأوراقها القديمة..
مقدسا أشيائها ..
ويتكسر قيدك
فأنتظر
.. واعلم أن القيد فى حب إنسان هو أسمى الأمنيات
هو أقوى من حب البقاء


المنتظر لقدره :
ترى..أين هي ألان؟؟