Wednesday, December 20, 2006

الحرمان حول المنضــــــــــدة الخاليــــــــة




الحرمان حول المنضـــدة الخاليـــة

في الساحة الفسيحة بيني وبينها .. جلست بعض الفتيات بيننا.. هناك لاشك فواصل..
وأنا لا أستمع إلى الإلحان الهادئة.. ولا أنظر حتى الى أعماق فنجان قهوتي الذي يأس منى
لأنني بدأت بشعائر التسليم.. فبدأت فى مراسم التسليم
النافذة أمامي تطل على مسيره غامضة..تجمع الصبية حول منضده مجاوره لها ..وجلست هي وحدها على منضده خاليه ..بعدما وضعت صور العذوبة على خديها .. وعطرت المكان وكأنها في حفل تتويج.
لا توجد علامة إرشاديه واحده منها .. تجلس وحدها في كبرياء .. لا تنظر إلى .. فهي لا تعرفني.. فأنا مجهول الهوية.. لا تراني في برواز عينيها.. وأنا اختلس النظرات .. في اتجاهات معاكسه .. متشابكة.. بعين واحده .. أو بالاثنتين.. انحرف يسارا واضعا كفى على وجهي .. تاركا أصابعي تلتف في خشونة.. رأيتها وقد أشاحت بوجهها الملائكي شعرها للخلف ..مسدله بأصابعها لخصلات خلف أذنيها .. أي مخلوق بريء وجميل أنت..أي وجها كوجه البدر في ليله صحراويه أنت..أي مخلوق لديه عيون كحلاوان كعيني غزاله أنت..أي ملامح لامرأة شرقيه أنت .. أنت.. من أنت ؟؟
ماذا يخبئ الزمان لي خلف هذه الأشاره المجسمة ؟
القدر يسقط على وقتي هذا بعضا من خرزات السعادة القصيرة على نفس ضاق بها الحزن
التفت نحوها وتهيأت إلى المقابلة.. فيجب أن أكون بطلا محوريا واثقا من نفسي لا أتلعثم ككل مره..
حاولت أن الفت انتباه عيناها ناحيتي بأفعال صبيانية.. أنادى على النادل أكثر من مره .. أطلب أشياء غريبة .. أسأل عن أسماء وهميه ...عن أشياء لا وجود لها .. تلقيت أطباق عديدة لا أعلم ما فيها لما طلبتها..بدت بريئة .. حركت يدها حركه صغيره.. أماتت الأعضاء وشلت الأراده وقيدت اللسان وذهبت بالعقل
وكما توقعت حاولت إخماد الغيبوبة المشتعله ومشاعر الحرمان القاسيه التي انتابتني
حاولت أن احتفظ بنفسي لبعض من تفاصيل وجهها من قمة الرأس وحاجبين وعينين وأنف وفم وأطراف رائعة
كنت حريصا ألا يلمحني أحد..أنصت لسكون المكان .. ولكن الكل التفت إلى وأنا أهمهم بكلمات غير مفهومه فالتكوين السحري لعيناها جعلني أواصل همهمتي ..
" بالله عليك اقبلي هذا النداء العاشق واسكني المكان والهبى بنور وجهك المستمد من الشمس مشاعري "
هزوا رؤوسهم بالموافقة.. وصفقوا لي .. وابتعدوا عنٍى.. وامتلأ المكان بالضجيج..
وعلا على شفتيها الزبد بابتسامه حلوه رقيقه.. فصفقت لنفسي ..ودورت دوره كاملة حولها ..
وانحنيت أمامها مؤديا تحيه المسرح..
أنصتت إلى وهى ترشف الشاي الأخضر ..
فتمنيت أن أكون المزارع والحاصد والجالب والنادل لهذه الحبات المحظوظة..
عجزت أن أتكلم..فالتقت أنفاسي وحرارتي متصاعدة..
ونطقت بكلمه واحده.. تملكٍٍِِِِِيني .. تملكٍٍِِِِِيني .. تملكٍٍِِِِِيني
كم كانت دهشتها كبيره .. فثقتي بنفسي حولتني لبطل محصن مصمم على اكتمال المهمة..
فأنا مؤمن بالرؤيا .. ولكن هل العقل أقوى من القدر ؟
ضحكات ساخرة من كل جانب .. لم أبد اهتماما لهم فهم لا يستحقون ذلك.. فأي حقد على.
.هم لا يسمعون ندائي لها..فأنا لا أخجل أن أخاطبها بلغه العشاق..
فأنا اجتزت البرزخ الغامض لها.. وعبرت إليها بعد مسيره سنين..
شيء لا يوصف لست مضطرا أن أبوح بسري لأحد, والخوف سببه السر,وأنا لست خائفا الليلة.
. فهي دنيتي التي لم تكن موجودة قبل اليوم ... فأنا المحروم وأنا المحرم على العشق والحنين
تجهمت ملامحها الهادئة بشيء من الشكوى وببهجة طفوليه همست ..
أنا لا أنوى أن أشكك في صحة جنونك.. فلا تعيدني إلى محراب أنوثتي ..ولا تشاطرني وحدتي ودعني "
"فلن أحتضن الغروب
أنها أكثر دلالا وأكثر خجلا.. أنها أكثر روعه وجمالا..تمطرني بكلمات أشعر بعبودية صمتي .. تضطربنى شوقا فأشعر بالحرمان..و تركتني وحدي في مهدي ..في احتياج الحنان ..أنظر للناس حولي في شجون وهم يتهامسون ويتجاذبون الحديث ولا يهتموا بى .. أبدأ في لمله أوراقي .. وأستعد للرحيل..ودفعت بابتسامه مقابل قهوتي ..
.فلم أجرؤ على الكلام بعدما أفـقـــــت .. فـقد كانت أمامي ........... المنضــــــــــــــــــــــــدة خــــاليــــه

HAITHAM KASSEM
Pottery Restaurant