Tuesday, January 23, 2007

جلدات السوط


جلدات السوط


سمعت خطى متثاقلة ،تبعها طرق على بابي،
فتحت الباب فإذا بشخص غريب يقف خلفه
أدخلته ضيفا ثقيلا
سمعت منه بعض الكلمات المبهمة
ارتمى على الأرض باكيا ..شاحب اللون ..
تحسس الأرض شيئا فشيئا ونظر إلى في حسره متأسيا لحالي
لم أبادله نظراته .. رفع رأسه نحوى في سكون مترددا..
أيكيفك ما أراه فيك الآن ؟؟
شاكيا .. نادما .. جامدا كالصنم.. وحيدا كالفريسة
واقفا كينبوع ألم..ظلال الماضي تكتف وجهك ..وحيدا في عزله
طقوس الصدمات بين يديك تحتويها .. تخفى أيام الصرخات في مكان خفي..
تحاول الاتزان المؤقت .. في جسد بليد ضعيف .. مثير للشفقة أنت..
مسكين.. تحاول نسيان الجراح والأنين .. مسجون أنت.. ضائع أنت
وبعد كل مناوره خاسره تصبح ذكرياتك مجرد قصاصات من ورق
عمن تبحث ؟؟
أتبحث عن الأحلام .. أحلام الإنسان فيك تابوتا
أتبحث عن الوجوه المتلاصقة.. أم عن نجم مثقوب .. أم عن أمل مصلوب
عن فتات أشلاء .. أم عن إنسان تائه في غيبوبته
انفض .. انفض ما بجسدك من ألام متراشقة ..من الإحساس بالظلم
يهزم من يعتمد على قلبه ..فما أصعب جلدات السوط
والأصعب حينما يكون أمامك مشهد كتبته الأيام عليك
فتبدأ جلدات قاسيه على روحك .. وتصيبك وكأنك تعيش في حاله احتضار
وتشعر معها بآلام نفسيه رهيبة .. وبهزيمة مفجعه في الذاكرة
تتذكر مشهد ذراعين متلاصقين لحبيبتك التي كانت تبكى فرحا حين تراك
ورأيتها واقفة ورأسها مائل على كتف أحدهم
كل مساء تتأبط الهزيمة وحيدا متهدم.. تمل نفسك منك
تتابع بشغف مرارة العلقم على لسانك
تسير مع الناس لا تعرف إلى أين تتجه..فقد رضيت
محتوى الماضي ما هو إلا رقعه على جبين حياتك
ومع كل صفحه تطويها أو حتى تنظر فيها لها واقع ضربه سوط
تلفحك بحرارة عاليه ..وترتعد خائفا مصرخا بالآهات
لا تقلب الصفحات .. وسط هذا الرخام الجاحد ..
فرعشه صوتك كئيبة بها جزء من خاطر مسموع .. لقلم يئن
ويغتال نفسه بعد الكتابة .. فأصبح عاقرا
أسدل الستار على كلماته .. وانتهز فرصه جلوسي ونهض أمامي
لم يكن لدى أي قدره إلا على الابتسام
فأنا الضائع المسكين الضعيف المسجون معصوب العينين
الخارج الداخل لكهوف الأوهام
فمسائي أحزان مشتته .. والشرائع تبكى لحالي
وخوفي ممسك بسوط .. وحقق غايته
فهو ضيفي الليلة